من المؤسف أن يكون الأنسان المخلوق الوحيد الذي تنعدم الثقة في التعامل بينه و بين بني جنسه بينما نرى باقي المخلوقات تعيش وفق نظام مدروس محكم لا يمكن لأي شيء أن يخلخله يسود بين أفراده في النوع الواحد نوع من الثقة يدرك كل فرد من المخلوقات أن خروجه عن هذا المنهج المرسوم له يعني هلاكه و انسلاخه من جزء مهم من نفسه ألا و هو أنه مخلوق و يجب أن يعيش بطريقة معينة و ليس له أن ينحرف عنها بينما نرى الإنسان _ و الملاحظ أني أتكلم عن الإنسان ككل لا على خصوص مجتمعنا - نراه يشذ عن كل قاعدة و منهج مرسوم له بحجة الحرية و التحرر من القيود التي يرسمها الدين و الأعراف و الأخلاق و الضمير فينتج بالتالي انعدام الثقة بين الناس و يصبح مجتمعنا أسوأ حالا من الغابة لأن هذه الأخيرة منظمة بقانون خلاف مجتمعاتنا