بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله الذي علم الانسان ما لم يعلم .. اما بعد....
فقد قال الله سبحانه وتعالى مخاطباً نبيّه الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) :
(وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً) [2].
من الواضح أنّ العالم بالذات هو الله سبحانه ، وإنّ علمه مطلق العلم والعلم المطلق ، بلا بداية ولا نهاية ، فهو الأوّل وهو الآخر ، وهو الأزلي الأبدي السرمدي ، وما سواه فإنّ علمه من علمه جلّ جلاله ، وإنّه محدود لإمكانه ، وفوق كلّ ذي علم عليم ، فعلم الإنسان قابل للزيادة والنقيصة ، وكنتم في بطون اُمّهاتكم لا تعلمون شيئاً ، وعلم خاتم الأنبياء وسيّد المرسلين محمّد (صلى الله عليه وآله) وعترته وآله الطاهرين وإن كان منذ بدء خلقهم النوري ، وإنّه علم لدنّي ، من لدن عليم حكيم ، إلاّ أ نّه قابل للزيادة ، وإنّ لهم عند الله شأن من الشأن، تصعد أرواحهم إلى الملأ الأعلى لتأخذ العلم من الله عزّ وجلّ ، وبهذا خاطب ربّ العالمين الإنسان الكامل بقوله تعالى: (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً) ، واُمّة النبيّ محمّد (صلى الله عليه وآله) وأتباع مذهب أهل البيت (عليهم السلام) أولى الناس بالعلم .
وما أكثر النصوص القرآنية والروائية الدالّة على عظمة العلم والعلماء والاهتمام البليغ في طلب العلم النافع والعمل الصالح ، كما هو واضح لأهل العلم ، فيرفع الله الذين اُوتوا العلم درجات ، وهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ، فلا بدّ من كسب العلوم والفنون ، بل لا بدّ من الزيادة العلميّة في كلّ يوم ، بل في كلّ ساعة ، من المهد إلى اللحد ، ولو بسفك المهج وخوض اللجج ، فإنّ طلب العلم فريضة على كلّ مسلم ومسلمة ، وإنّ الله يحبّ بغاة العلم.
والزيادة العلمية بصورة عامّة إمّا أن تكون كمّية بزيادة معلومات جديدة وأن يكون يومه خير من أمسه بالتعليم والتعلّم ، وأنّ زكاة العلم نشره ، فيزداد علماً ، وأمّا زيادة كيفيّة بأن تزداد علومه ، ويحصل على علوم جديدة.
والعلم بالشيء خير من الجهل به ، أو كما قال أفلاطون : ما من علم لمستقبح إلاّ والجهل به أقبح.
[1] محاضرات ألقاها الاستاد عادل العلوي في مدرسة الحجّتية في جمع غفير من طلاب العلوم الإسلامية من جاليات مختلفة في شهر رمضان المبارك سنة 1420 هـ .جزاه الله عنا خير الجزاء..
[2] طه : 114.